تعــد البرازيــل مــن أكثــر البلــدان نشــاطًا فــى مجــال تطويــر البرمجيــات الحــرة مفتوحــة المصــدر واسـتخدامها، إذ طـورت نسـختها الخاصـة مـن نظـام التشــغيل لينكــس وأطلقــت عليــه اســم كونيكتفـا كمـا تعتمـد الكثيـر مـن نظـم البرمجيــات الأساســية لديهــا علــى تلــك الأنظمــة، ً عــن أنهــا تمتلــك الحصــة الأكبــر مــن مطــوري تلـك البرمجيـات والمسـاهمين فيهـا.
وحسـبما وصـف الرئيــس التنفيــذي لشــركة صــن مايكروسيســتمز – ورئيــس الشــركة كذلــك – جوناثــان شــوارتز البرازيــل عــام 2006، فإنهــا واحــدة مــن أكثــر الــدول تقدمًــا علــى مســتوى العالــم فيمــا يتعلــق بإســتخدام البرمجيــات الحــرة مفتوحــة المصــدر.
ويكمــن الهــدف الرئيســي مــن السياســة التــى تتبعهــا البرازيــل لترويــج البرمجيــات الحــرة مفتوحــة المصـدر فـى ضمـان تمكيـن المواطنيـن مـن الوصـول إلــى الخدمــات العامــة بــدون الحاجــة إلى اســتخدام أنظمــة بعينهــا.
ونشــرح فيمــا يلــي أســباب وضــع هـذه السياسـة ومـا يتصـل بهـا مـن أنشـطة تهـدف لتشــجيع اســتخدام تلــك البرامــج:
1- أســباب اقتصاديــة: حيث تشــير التقديــرات الحكوميــة إلــى أن الوفــورات الناتجــة عــن الانتقــال إلــى إســتخدام البرامـج مفتوحـة المصـدر تصـل إلـى نحـو120 مليـون دولار ســنوياً.
2- أســباب تنمويــة: خفــض الفجــوة الرقميــة، وإطـلاق المبــادرات وخلــق الفــرص لجلــب التكنولوجيــا للفقــراء، وأســباب أخــرى تتعلــق بالآثــار المترتبـة علـى أنظمـة الملكيـة الفكريـة فـى البلـدان الناميــة.
3- أســباب آيديولوجيــة: حريــة الاقتــراض مــن الأفــكار المتاحــة وتحويلهــا إلــى صــورة أخــرى جديــدة ومبتكــرة.
وبالإضافــة إلــى الأســباب المذكــورة أعـلاه، هنــاك آراء ترجــح بــأن السياســة مفتوحــة المصــدر التــى تتبعهـا البرازيـل مـا هـى سـوى تعبيـر عـن مفاهيمهـا الوطنيــة المتصلــة بمعــاداة الولايــات المتحــدة الأمريكيــة والعولمــة والرأســمالية، كمــا أنهــا تقــدم بديلا آخــر لنظــم مايكروســوفت وسياســاتها.
وتعــد البرازيــل هــي الدولــة الأولــى علــى مســتوى العالـم التـى تعتمد علـى البرمجيات مفتوحـة المصدر فـى تشـغيل شـبكة ماكينـات الصـرف الآليـة لديهـا. كمــا اعتمــد الجيــش والهيئــة المركزيــة لمعالجــة البيانـات بالحكومـة على اسـتخدام البرمجيـات الحرة. وهنـاك العديـد مـن الأمثلـة الأخـرى علـى الكثيـر مـن الأنظمــة والمؤسســات العامــة التــى تعتمــد الآن علــى تلــك البرمجيــات مثــل: نظــام الاقتــراع فــى البرازيـل، وبنـك البرازيـل المملـوك للدولـة المعـروف باسم "بانكو دو برازيل"، ودائـرة البريـد، وشـركة النفــط المملوكــة للدولــة، وهيئــة الإحصــاء الوطنيــة، وغيرهــا.
وشــرعت الحكومــة عــام 2004 فــى تنفيذ مشــروع لتحويــل نظــام التشــغيل المســتخدم فــى 80٪ مــن أجهــزة الكمبيوتــر الموجــودة فــى الإدارات مــن "وينــدوز" إلى "لينكــس"، الأمــر الــذى ثبــت نجاحــه بعدهــا. وبحلــول عــام 2005، أصبحــت 60٪ مـن أجهـزة الدولـة تسـتخدم بالفعـل الحلـول القائمـة علــى البرمجيــات الحــرة مفتوحــة المصــدر.
عــلاوة علــى ذلــك، صــدر قــرار رئاســي عــام 2005 يفــرض علــى جميــع الإدارات الفيدراليــة البرازيليــة التحــول نحــو اســتخدام البرمجيــات الحــرة مفتوحــة المصــدر. وفــى أبريــل 2008، صــدر قانــون آخــر فــي ولايــة ســيارا يطالــب الإدارات العامــة للدولــة بمنــح الأولويــة للأنظمــة والبرمجيــات القائمــة علــى تلــك الأنظمة، فضلاً عـن ذلـك، لـم تتوانـى البرازيـل عـن تخصيص الموارد المالية اللازمة للأبحاث والتدريب في مجال البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر، إذ خصصت وزارة العلوم والتكنولوجيا على سبيل المثال 2.1 مليون دولار عام 2003 للأبحاث الخاصة بتلك البرمجيات.