تعد مدينة لارجو واحد من الحالات الأولى، التي يمكن وصفها برفيعة المستوى، لتحول إدارة حكومية لاستخدام أحد أنظمة لينكس. حيث يدعم نظام تقنية المعلومات، في هذه المدينة الصغيرة الموجودة في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، نحو 800 من عمال المدينة، ممن يعملون في خدمات مثل السلامة المحلية والصحة.
وقد تم البدء في تنفيذ مشروع التحول إلى استخدام أحد أنظمة لينكس في هذه المدينة عام 2000، ولا يُمكن وصف نتائج هذا المشروع بعد سنوات من العمل إلا بالنتائج الإيجابية.
الدافع وراء التحول إلى استخدام لينكس
في عام 2000، قيم قسم تقنية المعلومات خيارات التحديث بعد أن ظهرت المشاكل في المنتجات التي استخدمت حينها في القسم والمطورة من قبل شركة سانتا كروز أوبريشن مثل أوبن سيرفر ويونكس وير. وكانت من ضمن خيارات التحديث استخدام مايكروسوفت ويندوز على الأجهزة الشخصية في القيم، إلا أن البنية التقنية القائمة على يونكس، والتكلفة المرتفعة لاستخدام ويندوز من حيث تكلفة البرمجية وتكلف تحديث الأجهزة، بجانب عدم رغبة أفراد القسم في التقييد بعملية تحديث تتم كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وعدم رغبتهم في الدفع لتحديث البرمجية حتى وإن كان التحديث غير ذا أهمية، دفع الفريق إلى اتخاذ قرار بالاستمرار باستخدام البنية التقنية المتوافرة لديهم مع تثبيت توزيعة من ريدهات قائمة على لينكس عليها.
التنفيذ
تم اختبار الحل الجديد وتم البدء في التنفيذ خلال عام 2000، وذلك قبل الإنتهاء من التحديث في منتصف عام 2001. وقد وفر خادمي كومباك المزودين بمعالج ثنائي والقويين -حسب معايير هذا الوقت- الخدمات المطلوبة لأغلب المستخدمين. وقد قام الفريق التقني بدمج التطبيقات التي يستخدمها على التوزيعة الجديد سواء كانت تلك التطبيقات حرة مفتوحة المصدر أو مغلقة، ومن تلك التطبيقات متصفح الإنترنت نتسكيب، ومشغل البريد الإلكتروني إيفليوشن، ومعالج النصوص وورد برفكت. كما تم استخدام قواعد بيانات أوراكل مغلقة المصدر مع برمجيات أخرى مثل مايكروسوفت إكسل وباوربوينت. وفي المجمل كان هناك نحو 20 خادم يعملون معا، وقد تم تشغيلهم بواسطة مزيج من لينكس وويندوز وأنظمة تشغيل معتمدة على يونكس.
وعلى مستوى الأجهزة المكتبية، وفرت التوزيعة المبنية على لينكس للفريق التقني إمكانية تشغيل تلك الأجهزة بأقل تكلفة ممكنة، حيث بلغت تكلفة تشغيل النظام على الجهاز الواحد لنحو 5 دولارات، وذلك مع توفير دورة تشغيل طويل تصل إلى 10 سنوات، مما ساهم في استمرار هذه الأجهزة في العمل لوقت أطول مقارنة بالحواسب المكتبية غير المزودة بأحد أنظمة لينكس.
النتائج
قدرت حجم التكاليف التي وفرتها مدينة لارجو عقب عام واحد من التحول إلى استخدام توزيعة مبنية على لينكس إلى مليون دولار أمريكي، وساعدها ذلك في تخفيض ميزانية تقنية المعلومات لديها لنحو 40% أقل من المدن الممثالة لها. فحيث كانت تُنفق المدن ذات نفس الحجم نحو ثلاثة أرباع ميزانيتها على تقنية المعلومات، أنفقت لارجو 1.3% فقط من ميزانيتها على الأمور المماثلة.
وقد ساعد استخدام التوزيعة الجديدة مفتوحة المصدر على تقليل الانفاق على تحديث الأجهزة، حيث توقع حينها الفريق التقني أنه لن يحتاج لتحديث الحواسيب المكتبية خاصتهم قبل عام 2007، كما ساعد في تقليل عدد الفريق التقني، حيث خُصص فردين إلى ثلاثة أفراد لدعم قاعدة من 800 عامل مستخدم لتلك الحواسب. ويعود هذا المعدل المنخفض إلى الموثوقية والاستقرار والقدرة على التنبؤ بمشاكل النظام الجديد، مما ساعد كذلك في تخصيص 10 من موظفي قسم تقنية المعلومات للقيام بمهام أخرى، بما في ذلك إدخال تحسينات إضافية على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالمدينة.