أطلقت الأدرن في عام 2009 المبادرة الوطنية الأولى لحوسبة القطاع الصحي في الأردن، وذلك بإطلاق برنامج حكيم القائم على أحد حلول البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر، والذي يهدف لتحسين إجراءات سير العمل في المستشفيات والمراكز الصحية المحلية، وتيسير إنشاء قاعدة بيانات للمرضى تضم ملفات صحية للمواطنين يسهل الوصول إليها من أي منشأة طبية عبر أرقام التعريف الوطنية خاصتهم، وقد تم تطوير البرنامج من قبل شركة الحوسبة الصحية غير الهادفة للربح.
واعتمدت شركة الحوسبة الصحية في استراتجيتها لتطبيق برنامج "حكيم" على نظام معلومات "فيستا" مفتوح المصدر، وهو النظام المطور والمستخدم في مستشفيات وعيادات جمعية المتقاعدين العسكريين الأمريكيين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقامت الشركة بتدريب كوادر المستشفيات والمراكز الصحية المطبقة للنظام من أطباء وممرضين في كافة الأقسام على كيفية استخدام البرنامج، كما نظمت حملات توعية للمجتمع المحلي حول فوائد تطبيق برنامج "حكيم" في المستشفيات والمراكز الصحية، كما جهزت المواقع بالأجهزة الطبية والمخبرية المختلفة وربطتها بأنظمة برنامج ”حكيم“، مثل تزويد المواقع بأجهزة باركود وأجهزة تغليف الأدوية، وذلك لمتابعة صرف الأدوية للمرضى المقيمين في المستشفى.
التكنولوجيا
وسمح تطبيق برمجيات نظام "فيستا" بتوفير نظام إدارة لمعلومات المرضى مثل (التسجيل، المواعيد، الإدخال)، ونظام ملف المريض المحوسب، ونظام المختبر، ونظام الأشعة والتصوير، ونظام الصيدلية ونظام إدارة الأدوية المرمزة، ونظام الجراحة، ونظام معلومات قسم الطوارئ، وبعض الأنظمة المتخصصة مثل بنك الدم وأنظمة التغذية؛ واستخدم برنامج حكيم كذلك تطبيق فيستا إيمجنينج، المفتوح المصدر كذلك والمطور للتوافق مع نظام "فيستا"، لتوفير خدمة إظهار صور الأشعة الكترونيا على شاشات الحاسوب بجودة عالية وربطها مع نظام سجل المريض المحوسب.
وبررت شركة الحوسبة الصحية اختيارها لنظام معلومات فيستا باجتيازه اختبارات الجودة التي أجرتها عليه، حيث تأكد أن البرنامج مفتوح المصدر يتميز بقابلية تعريبه ليناسب الاستخدام في الأردن، إضافة إلى كفائته في إدارة المعلومات الصحية، وذلك إلى جانب ما يميزه من قابلية الإطلاع على شيفرته المصدرية وإمكانية تطويرها وتحديثها، وأخيرا سهولة استخدامه وتدريب الأطباء عليه، حيث أن أكثر من 60٪ من مجموع الأطباء الذين تدربوا في الولايات المتحدة دُربوا على استخدام نظام VistA في مستشفيات المتقاعدين العسكريين، مما جعله النظام الأكثر تطبيقاً واستخداماً في أمريكا.
النتائج
ساهم سهولة استخدام نظام "فيستا" المطبق في برنامج "حكيم" في انتشاره واتساع دائرة تطبيقه في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث وصل عدد المستشفيات التي طُبق بها النظام إلى 12 مستشفى حكومية كُبرى في 2015، إلى جانب مركز الحسين للسرطان، و13 مركز صحي شامل، و24 مركز صحي أولي.
وأكدت شركة الحوسبة الصحية أن البرنامج نجح في تخفيض التكلفة التشغيلية السنوية في المؤسسات الصحية، كما ساهم في السيطرة على تكرار عمليات صرف الأدوية وزيادة كفاءة إدارة المخزون، والحد من الهدر الناتج عن التكرار الفحوصات المخبرية. كما ساعد في تخفيض التكاليف الناجمة عن قبول الأعداد المتزايدة من المرضى داخل المستشفى و تحويلها إلى العيادات الخارجية، والتخفيف من عبء المراجعين من خلال الإجراءات الالكترونية مثل حوسبة نظام المواعيد والصيدلية والأشعة والمختبر.
وحسب تصريح لرامي فراج رئيس مجلس إدارة شركة الحوسبة الصحية فإن البرنامج ساهم كذلك في توفير المئات من فرص العمل للكوادر الأردنية المؤهلة في المجالات الطبية وتكنولوجيا المعلومات.
يذكر أن عدد الملفات الطبية المحوسبة عن طريق برنامج "حكيم" في الأردن وصل إلى 700 ألف ملف طبي محوسب مع بداية عام 2015، مع توقعات بزيادة العدد بزيادة المؤسسات الصحية المُستخدمة للبرنامج.